تغيّر جديد في توقّعات التضخم

تراجعت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، إذ قلّص المتداولون رهاناتهم بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة، وذلك بعد صدور بيانات قوية للوظائف الأميركية يوم الجمعة. وفي الوقت ذاته، ارتفعت عوائد السندات العالمية بشكل طفيف، في حين تعزز الدولار.

انخفض مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنسبة 0.6%. وتصدّرت أسهم قطاع الطاقة المكاسب مدعومةً بارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر، في ظل العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا التي قد تزيد من شحّ الإمدادات العالمية. وهبطت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنحو 0.4%، في حين تراجع مؤشّر الأسهم الآسيوية للجلسة الرابعة على التوالي. ولامس أحد مؤشرات بلومبرغ الخاصة بالدولار أعلى مستوياته في أكثر من عامين. ومدّدت عوائد سندات الخزانة الأميركية مكاسب الأسبوع الماضي، مع ارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 4.78%.

أبرزت بيانات التوظيف الأميركية القوية بشكل مفاجئ مدى مرونة اقتصاد الولايات المتحدة. ومع التوقعات بأن السياسات التي قد يتبنّاها الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعزّز التضخم، فإن عددًا من المستثمرين باتوا يرجّحون بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول مما كان متوقّعًا في السابق.

سيتحوّل انتباه المستثمرين الآن إلى أرقام التضخم الأميركية المقرر صدورها يوم الأربعاء، مع متابعة بيانات توقعات التضخم لمدة عام واحد من الاحتياطي الفدرالي في نيويورك اليوم الإثنين، وبيانات أسعار المنتجين يوم الثلاثاء، وطلبات إعانة البطالة يوم الخميس.

انخفضت أسعار سندات الخزانة الأميركية يوم الجمعة استجابةً لتقرير الوظائف لشهر ديسمبر، ما دفع عائد السندات لأجل 30 عامًا ليتجاوز 5% لأول مرة منذ أكثر من عام. واستمرت خسائر السندات حتى يوم الاثنين، فتراجعت السندات الألمانية للجلسة الثامنة على التوالي في أطول سلسلة خسائر منذ ديسمبر 2022.

مؤشر الدولار الأميركي يقترب من مستوى 1.10

واصل مؤشر الدولار الأميركي (DXY) ارتفاعه بعد تقرير التوظيف الأميركي يوم الجمعة، الذي قلّل من احتمال خفض إضافي لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي. ومع ذلك، ومع مؤشرات فنية تشير إلى أوضاع تشبع شرائي (overbought)، وتسعير المستثمرين عمومًا لسياسات الإدارة الأميركية المقبلة، فقد يكون نطاق ارتفاع المؤشر محدودًا. المستوى التالي للمقاومة الذي ينبغي مراقبته يقارب 110.0.

اليورو/الدولار الأميركي يقترب من 1.02

تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ العام 2022 بعد تقرير الوظائف الأمبركية يوم الجمعة، ما يؤكد النظرة السلبية على الرغم من كون المؤشرات الفنية على معظم الأطر الزمنية تشير إلى ذروة بيع (oversold). ويزيد الانخفاض الذي شهده الأسبوع الماضي من احتمال تراجع أكبر نحو التكافؤ مع الدولار الأميركي. ومع ذلك، ينبغي أن يتحلى المتداولون بالحذر في ملاحقة هذا الانخفاض؛ فاليورو تراجع لخمسة أسابيع متتالية ويظل في نطاق ذروة البيع على أطر زمنية كثيرة.

النفط الخام عند أعلى مستوى في 4 أشهر

ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أربعة أشهر مع فرض عقوبات أميركية جديدة على قطاع الطاقة الروسي، ما أثار مخاوف بشأن اضطرابات في الإمدادات وزاد من حالة عدم اليقين لدى كبار المستوردين في آسيا. وارتفع خام برنت مقتربًا من 81 دولارًا للبرميل، بعد قفزة تقارب 4% في الجلسة السابقة، فيما راوح خام غرب تكساس الوسيط (WTI) حول 78 دولارًا. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت يوم الجمعة أشد عقوباتها حتى الآن على صناعة النفط في روسيا، مستهدفةً عددًا من المُصدِّرين الكبار وشركات التأمين وأكثر من 150 ناقلة نفط.

الذهب ثابت فوق مستوى 2650

ارتفع الذهب إلى ما فوق 2650 دولارًا عقب صدور تقرير الوظائف الأميركي، في ظل تغيّر توقعات التضخم بسبب الإدارة الأميركية الجديدة. وإضافةً إلى ذلك، يواصل الذهب أداءه كملاذ تحوّطي ضد رئاسة ترامب، لا سيما في ضوء ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 10% تقريبًا في الأيام القليلة الماضية.

في هذه الأثناء، من المتوقع وجود دعم قوي في نطاق 2660 – 2650 دولارًا، فيُرجّح عودة المشترين إلى السوق. أما من الجانب العلوي، فيبقى مستوى 2700 دولار هو المقاومة الأهم في الوقت الراهن.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية