ارتفاع الأسهم بفضل إشارات حول الرسوم الجمركية الأميركية التدريجية

سجلت الأسهم الصينية مكاسب وقادت الارتفاع في الأسواق الآسيوية، في حين تراجع الدولار إثر تقارير تفيد بأن الإدارة الأميركية المقبلة قد تتبنى خطة تدريجية لزيادة الرسوم الجمركية. وانخفض مؤشر الدولار للمرة الأولى في ست جلسات، فيما حقق الدولار النيوزيلندي أداءً أفضل من نظرائه في مجموعة الدول العشر (G-10). وارتفعت الأسهم في هونغ كونغ بالتزامن مع تلك في سيدني وتايوان. كما حققت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مكاسب، مستكملة الارتفاع الطفيف الذي سجله مؤشر S&P 500 يوم الاثنين.

وقد عززت التوقعات باتباع نهج تدريجي في فرض الرسوم حالة التفاؤل في السوق، نظرًا لأن تهديدات سابقة بفرض رسوم قد تصل إلى 60% على الصادرات الصينية كانت تُقلق التداولات في آسيا. ومن شأن رسوم أكثر اعتدالًا أن تخفف بعض المخاوف المتعلقة بالتضخم، وربما تقلص الضغوط الصاعدة على عوائد سندات الخزانة، الأمر الذي يمنح مجلس الاحتياطي الفدرالي مرونة أكبر في إدارة أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم الأميركية المرتقب صدورها هذا الأسبوع، بحثًا عن مزيد من الوضوح بشأن آفاق سياسة الاحتياطي الفدرالي.

المركزي الياباني يلمّح إلى احتمال رفع أسعار الفائدة

في اليابان، ارتفع العائد على السندات لأجل 40 عامًا إلى أعلى مستوى له منذ إطلاق هذه الفئة في العام 2007، متأثرًا بموجة البيع العالمية في أسواق الدَّين وتكهنات باحتمال أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في نهاية المطاف. وقد أشار نائب المحافظ، ريوزو هيمينُو، إلى أن رفع الفائدة مطروح على الطاولة الأسبوع المقبل، موضحًا أن المجلس سيبحث الأمر وأن التوقعات الاقتصادية للمرصرف تتحقق تدريجيًا.

على الرغم من استقرار الين مقابل الدولار، فإن الأسهم اليابانية تراجعت عقب عطلة يوم الاثنين. ويراقب المشاركون في السوق أي تعديل في توجيهات بنك اليابان، فرفع الفائدة قد يمثل تحولًا مهمًا في السياسة النقدية شديدة التساهل التي تتبعها اليابان منذ فترة طويلة.

التضخم في الولايات المتحدة قد يتراجع بشكل طفيف

يتوقع أن يكون التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تباطأ بشكل طفيف فقط في نهاية العام 2024، مدعومًا بسوق عمل قوية واقتصاد متماسك، ما يعزز نهج الاحتياطي الفدرالي الحذر حيال خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. وقد دفعت المخاوف من استمرار الضغوط السعرية بعض المستثمرين إلى بيع الأسهم.

ويتوقع اقتصاديون شاركوا في استطلاع أجرته بلومبرغ أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 0.2% في ديسمبر، بعد أربعة أشهر متتالية من الارتفاع بنسبة 0.3%. ومن المرجح أن يرتفع المعدل الأساسي للتضخم بنسبة 3.3% مقارنةً بالعام السابق، متوافقًا مع الأشهر الثلاثة الماضية. وستصدر البيانات الرسمية يوم الأربعاء، يتبعها بعد يومٍ تقرير مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يؤكد قوة الإنفاق في موسم العطلات.

مؤشر الدولار الأميركي: احتمال انعكاس الاتجاه

اقترب مؤشر الدولار الأميركي (DXY) من مستوى 110.15 في الجلسة السابقة، لكنه تراجع إلى حدود 109.50 مع إغلاق التداولات الأميركية. وقد نتج عن هذا التحرك تشكيل شمعة انعكاسية على الرسم البياني اليومي، ما يشير إلى إمكانية تصحيح هابط على المدى القريب — مع الحاجة إلى محفّز واضح لتأكيد ذلك. ويقع مستوى الدعم التالي عند 109.25، وكسر هذا المستوى قد يمهّد لمزيدٍ من التراجع باتجاه 109.0 وربما 108.50.

اليورو: ثبات فوق مستوى 1.02

انخفض اليورو دون 1.02 للمرة الأولى منذ العام 2022، لكنه تمكّن في نهاية المطاف من الإغلاق فوق هذا المستوى بنهاية الجلسة، ليشكّل بذلك نمط شمعة “الشهاب الصاعد” (shooting star) على نحوٍ إيجابي. وقد يكون هذا مؤشرًا مبكرًا على احتمال انتعاش مقبل، يدعمه تحسن تدريجي في المؤشرات الفنية. ويظهر الآن مستوى المقاومة المحوري عند 1.0250؛ وتجاوزه قد يفسح المجال لتحقيق مزيد من المكاسب باتجاه 1.03 و1.0340.

الذهب: اختبار لمستويات الدعم

تراجع الذهب نحو منطقة الدعم عند 2658 أمس، بعد أن لامس مستوى المقاومة البالغ 2695 في وقت سابق من الأسبوع. ويُنظر إلى هذا الهبوط باعتباره حركة قصيرة الأجل قبل أن يستأنف المعدن الأصفر اتجاهه الصاعد في الأسابيع المقبلة. ولا تزال المؤشرات الفنية تميل إلى الإيجابية على معظم الأُطر الزمنية، فيما يبقى الدعم الرئيسي بين 2670 و2650. أما في الاتجاه الصاعد، فتمثل المستويات 2695 و2700 مقاومةً رئيسية؛ وتجاوزها قد يفتح الطريق نحو 2717.

النفط: صعوبة اختراق المقاومة الرئيسية

حاول خام برنت تجاوز مستوى 81 دولارًا في الجلسة السابقة لكنه أخفق وأغلق دون هذا الحد. ومع إشارات فنية واضحة لحالات التشبع الشرائي، يبدو هناك احتمال لحدوث تراجع إضافي في الأيام المقبلة. ويقع الدعم التالي عند 80.50 يليه 80.0، وكسر هذا النطاق قد يؤدي إلى تراجع أكبر باتجاه 79.0 على المدى القريب.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية